top of page
صورة الكاتبمستدام

الاستدامة في العمل الاستدامة الاستراتيجية

تاريخ التحديث: ٢٤ أبريل ٢٠٢٢

يمكننا القول أن معظم الشركات والمؤسسات باتت تدرك مدى الحاجة إلى تطبيق مفاهيم الاستدامة في العمل والاستدامة الاستراتيجية. كما ذهب البعض إلى نقطة أبعد من ذلك من ناحية ضرورة تحمل الشركات لمسؤولية التنمية المستدامة والأثر البيئي. فما هي الاستدامة في العمل؟ وماذا تعني الاستدامة الاستراتيجية؟ سنتعرف على الإجابة ضمن هذا المقال. كما نعلم، فإن موارد الأرض محدودة ويتوجب الابتعاد عن استنزافها من أجل الحفاظ على استمرارية الحياة. من هنا تحديدًا نشأت فكرة الاستدامة التي تشير إلى قابلية التكيف مع البيئة عن طريق استغلال الموارد المتوفرة بطريقة تضمن الحفاظ على وجودها لأطول وقت ممكن. مع ذلك، لا يقتصر الأمر على الموارد البيئية، بل يمتد تطبيق مفهوم الاستدامة إلى عدة مجالات، حيث يمتلك معانٍ مختلفة ضمن إطار السوق.







على اعتبار أن مصطلح الاستدامة في العمل يعد أحد أهم المفاهيم المتعلقة بالاستدامة، سنخصص هذا المقال للتعرف على الاستدامة في العمل والاستدامة الاستراتيجية. مفهوم الاستدامة في العمل في الواقع، تبنى الاستدامة في العمل على افتراض استراتيجيات لإطالة عمر الشركة أو المنظمة. بالتالي، يشير هذا المفهوم إلى امتلاك المؤسسة لنظرة عامة أو خطة عمل تتمحور حول كيفية توظيف وتفعيل الجوانب غير المالية مع الممارسات التجارية بهدف تحقيق بعض الفوائد التجارية. بكلمات أخرى، تتمثل الاستدامة في العمل بضرورة تحسين الأداء ضمن كافة الأصعدة البيئية والاجتماعية لتشكيل ميزة أو قيمة تجارية للشركة على المدى الطويل. بشكل عام، يمكننا القول أن الاستدامة في العمل تعني تحقيق التوازن بين جوانب العمل المختلفة بما فيها الموظفين، الأرباح، الجدوى، والبيئة وذلك على المدى الطويل. بكلمات أخرى، هي استراتيجية عمل تهدف إلى توفير قيمة طويلة الأجل من خلال مراعاة كافة جوانب عمل المنظمة أو الشركة سواء البيئية أو الاجتماعية او الاقتصادية. شاهد أيضًا: الاستدامة الإدارية كيفية تحقيق الاستدامة أهمية الاستدامة في العمل والاستدامة الاستراتيجية في الواقع، تأتي أهمية الاستدامة بشكل عام على اعتبارها الوسيلة الوحيدة للنجاة، حيث تعتمد على إطالة أمد ما نمتلكه من موارد ضئيلة من خلال إيجاد طريقة للاستخدام الأمثل للموارد المتوفرة. بالتالي، يمكن أن تطال الاستدامة كل شيء وخاصة عمل الشركات، حيث يمكننا تلخيص أهمية الاستدامة في العمل والاستدامة الاستراتيجية في: تبسيط الموارد وتطويرها في كافة مراحل سلسلة القيمة. تقليل المخاطر. تحفيز الابتكارات الجديدة. تقوية العلامة التجارية. جذب الموظفين ذوي الخبرة والكفاءة. زيادة الإنتاجية. امتلاك الميزة التنافسية للشركات التي تتبنى هذا المفهوم. معايير الاستدامة في العمل تهدف الاستدامة في العمل إلى ضمان جودة أداء المؤسسات المختلفة في تحقيق تنمية مستدامة. بالتالي، لا بد من التركيز على متطلبات المحافظة على استمرار إنتاج المنتج وجودته. تعرف هذه المتطلبات عادةً باسم معايير الاستدامة وتضم: الحفاظ على الطاقة والمواد المستخدمة أثناء عملية الإنتاج بحيث تناسب النتيجة المرجوة. تقليل النفايات والمنتجات الثانوية غير الصديقة للبيئة، إذ يجب العمل على تخفيض العوامل والممارسات التي تشكل خطرًا على البيئة والإنسان. تصميم المنتجات وتغليفها بطريقة آمنة وسليمة لضمان تقليل الضرر البيئي طوال دورة حياة المنتج. التركيز على التقييم والتطوير المستمر بهدف تحسين الأداء الاقتصادي على المدى الطويل. أبعاد الاستدامة في العمل بشكل عام، تعتبر استراتيجية الاستدامة في العمل من أهم العوامل التي تساعد على نجاح شركة أو مؤسسة ما. لذلك، يجب التفكير بكافة جوانب تحقيق الاستدامة في العمل والتي تضم أربعة أبعاد رئيسية وهي: الاستدامة الاستراتيجية، استدامة المنتجات، الاستدامة المالية، واستدامة العمال أو الموظفين. الاستدامة الاستراتيجية تتمثل الاستدامة الاستراتيجية بالنسبة لشركة أو مؤسسة ما في الرؤية والأهداف. في الحقيقة، من الخطأ الاعتقاد أن الأهداف المميزة وحدها قد تضمن نجاح العمل واستمراريته، بل يجب مراعاة أن تكون واقعية أيضًا. بشكل عام، إن لم تكن الرؤية والأهداف واقعية فلن تكون نشاطات المؤسسة واقعية وبالنتيجة لن تستمر طويلًا. لتوضيح هذه الفكرة، فلنأخذ الموارد اللازمة لتطوير عمل مؤسسة. على فرض أن المؤسسة تمتلك أهدافًا مميزة وتسعى إلى خدمة المجتمع وتنميته. لكن المال والموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف ليست كافية، فمن الطبيعي ألا تنجح هذه الشركة في الاستمرار. بالتالي، عند وجود حالة كهذه، فلا بد من إعادة النظر في أهداف ورؤية الشركة عوضًا عن الاستمرار في محاولة الحصول على المزيد من المال. استدامة المنتجات كما نعلم، لا بد من الاهتمام بجودة المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة لجذب المزيد العملاء إليها مع الحفاظ على العملاء الحاليين. لذلك، يجب الاهتمام بتطوير العمل والمنتجات بشكل مستمر بما يتناسب مع احتياجات العملاء ومتطلباتهم. في الواقع، تظهر المساعي المستدامة للشركات من خلال ما تمتلكه من برامج وما تقدمه من منتجات. لذلك، يفضل التفكير بإمكانية الاستمرار في تطوير وتحسين ما تقدمه قبل محاولة الانتقال إلى مسار آخر أو منتجات جديدة. بشكل عام، يمكننا القول أن إنجاز بعض التعديلات بشكل جيد على منتجاتك يبقى خيارًا أفضل من الانتقال إلى تطبيق الكثير من الأشياء الجديدة ضمن مجال لا تمتلك الخبرة الكافية فيه. شاهد أيضًا: ما هي الإدارة المستدامة استدامة الموظفين يعد الموظفون الركيزة الأساسية لنجاح الشركة أو المؤسسة، إذ لا يمكن إنجاز أي دور إيجابي في استدامة العمل ما لم يوجد موظفون يفهمون الوظائف والمهام بشكل جيد. بالتالي، يجب الاهتمام بإزالة العوامل التي تمنع العمال من البقاء في الوظيفة أو الانضمام إليها. بشكل عام، يعد الوقت الذي يقضيه الأفراد في العمل أكبر من الوقت الذي يقضونه في المنزل. لذلك، لا بد من الاهتمام بتحقيق ظروف عمل آمنة وصحية تشجع الأشخاص على البقاء والمشاركة في العمل. من ناحية أخرى، غالبًا ما تعتبر الأعمال التجارية غير مستدامة في حال فشلها بحماية صحة وسلامة ورفاهية الموظفين. الاستدامة المالية كافة الشركات والمؤسسات تحتاج إلى قدر معين من الأموال لضمان الاستمرار في أداء عملها. كما أن الشركات التي تلعب دورًا اجتماعيًا أو تسعى لتعزيز الاستدامة ستحتاج إلى قدر إضافي من المال. لذا، يجب العمل على إيجاد طريقة للحفاظ على توفر المال والسيولة بهدف ضمان الاستمرار بالأنشطة الاجتماعية والبيئية المختلفة. في الختام، تشكل الاستدامة في العمل نهجًا يساعد على تطوير القيمة على المدى الطويل من خلال تحقيق التوازن بين الجوانب البيئية، الاجتماعية، والاقتصادية لضمان عمل المؤسسة بأفضل شكل. كما تعد من أهم المفاهيم التي حظيت بانتشار واسع في الآونة الأخيرة ومن المتوقع استمرار تطبيقها.


٣٬٢٦٢ مشاهدة

Comments


bottom of page